languageFrançais

"آخر مرة" في مهرجان المدينة.. للمسرح جمهور رمضاني


ضرب أحباء الفن الرابع  موعدا ليلة أمس 3 افريل 2024، مع  المسرحية التونسية "آخر مرة" وذلك في إطار مهرجان المدينة بتونس، في دورته 40، المسرحية من  نص وإخراج وفاء الطبوبي، حيث كان الحضور مهما في أحد أهم السهرات الرمضانية لليالي مهرجان المدينة.

مسرحية "آخر مرة" من أداء أسامة كشكار، ومريم بن حميدة، تدور  أحداثها حول رجل وامرأة يعيشان صراعا أبديا رغم التواصل بينهما، ناجم عن حالات العزلة والخوف والشك والأزمات الاجتماعية، وهما آخر اثنان،  ذكر وأنثى  ولا وجود لأي كائن بشري غيرهما.

وقد تكون كارثة طبيعية أووباء أصاب الأرض أو انتحار جماعي ، أدى إلى انقراض بني جنسهم. ويتشابهان في الشكل في الحجم في اللون في اللغة.... لعبة الخوف والعزلة والشك والصراع مع الآخر لقتل الوحش الكامن فيهما.

جمهور رمضاني مختلف

ونالت مسرحية "آخر مرة" جائزة أحسن عمل متكامل في أيام قرطاج المسرحية سنة 2021 ، كما رفعت اسم تونس عاليا في أكثر من تظاهرة دولية من خلال  جائزة أحسن ممثلة لمريم بن حميدة وجائزة أحسن ممثل لأسامة كشكار، بمهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي 2022، و جائزة أحسن ممثلة لمريم بن حميدة وجائزة أحسن نص وإخراج لوفاء الطبوبي بمهرجان بغداد الدولي للمسرح 2022...

وقالت مخرجة المسرحية وفاء الطبوبي، في تصريح لموزاييك، إنّ عودة المسرح ضمن برمجة مهرجان مدينة تونس أمر مهم خاصة بعد إقصاء عدد من المهرجانات التونسية للمسرح ضمن برمجتها، في حين أن برمجة عروض  مسرحية شيء مهم ضمن المهرجانات باعتبار أن الجمهور الرمضاني مختلف عن جمهور بقية الأشهر.. بالاضافة إلى تعوّد الجماهير على عروض مختلفة وفق قولها.

ونوهت الطبوبي، بمجهودات فريق عمل المسرحية وما تحمله من ظروف صعبة، الا أن  هذا لم يحد من عزيمتهم وقاموا بجولة عروض في أكثر من 10 دول بالعالم،  مشيرة إلى أن الجوائز لا تعنيهم بقدر تمثيل راية تونس دوليا ..، كما أن هناك ايمان وتمسك كبير بالمشروع الفني والثقافي للفريق حسب تصريحها.

سياسة ثقافة 

وأكدت وفاء الطبوبي، أن مسرحية "آخر مرة"، بالرغم مما حصدته من تتويجات وطنية ودولية على حد السواء، لكنها للأسف لم تحظى بدعم من وزارة الثقافة التونسية إما بعروض مدعومة أو حتى دعم عند السفر، خاصة وأن هذا حق لكل الشركات المسرحية، إلا أن المسرحية التونسية "آخر مرة" استثنت من هذا الحق، وأصبحنا في تونس كأن من يجتهد ويطور يعاقب ويتم ردعه من اجل إحباطه وعدم تقدمه، وفق قولها.

واعتبرت محدثتنا أنه لا يوجد سياسة ثقافية ومختلفة عمن مروا من وزراء للثقافة من لم يفكروا في سياسة ثقافة تنهض بالبلاد،  كما أن هناك عدة مشاريع ثقافية لم ترى النور بعد بسبب غياب الدعم والتشجيع الكافي للمبدعين في تونس..، وبالرغم مما حققته المسرحية من نجاحات كبيرة إلا أنه لا يوجد عروض مبرمجة لها في الفترة القادمة إلى حد الآن، وكأن المسرحية أصبحت ضائعة دون بوصلة تنتظر مواعيد جديدة وأنه من الضروري  اليوم عرض هذه المسرحية في كل ولايات الجمهورية نظرا لما تحمله من طرح للقضايا  الاجتماعية، خاصة وأن المهرجانات الصيفية على الأبواب ومن المهم أن تؤمن بالمسرح وتوفر عروض مسرحية للجمهور.

يذكر أن مهرجان المدينة بتونس، في دورته 40، يتواصل  إلى غاية 6 أفريل الجاري، حيث يكون للجمهور موعد الليلة  في المسرح البلدي مع عرض "ألوان" للفنان زين الحداد، مع عرض MY Spectacle لمنجية يحيى غدا  الجمعة 5 أفريل في دار الأصرم، ومحاضرة بعنوان "المدينة في عيون الرحالة" تقديم الأستاذ أحمد الحمروني في النادي الثقافي الطاهر الحداد ، اما عرض الاختتام ليوم السبت 6 أفريل سيكون في دار الأصرم بحفل المطرب السوري عبد الله مريش تكريمًا لذكرى الفقيديْن صباح فخري و صبري مدلل، وبالمسرح البلدي مع عرض كوري بعنوان "نانتا".

صلاح الدين كريمي 
 

الكلمات المفاتيح :مهرجان